النوم تجربة إنسانية عالمية (نقضي ثلث حياتنا نائمين) ولكن ما زال العلم يفسر احتياج الفرد إلى قدر أكبر أو أقل من النوم – سوف نتعرف في المقال التالي على دور الجينات في النوم:
يشعر معظم الناس أن مقدار النوم الذي يحتاجون إليه يؤثر على شعور الراحة في اليوم التالي ولكن الأسباب التي تجعلنا نشعر بذلك ما زالت مجهولة إلى حد ما.
بداية .. ما هو علم الجينات ؟
علم الجينات هو فرع من فروع علم الأحياء يهتم بدراسة الجينات والتنوع الجيني والوراثة في الكائنات الحية.
يساعد علم الجينات في شرح الكثير من الأشياء، مثل ما الذي يجعلك فريداً عن غيرك؟ ولماذا تبدو مثل أفراد عائلتك الآخرين؟ ولماذا تنتشر بعض الأمراض في عائلتك؟…حيث يساعدك على فهم صحتك واتخاذ قرارات صحية أفضل.
كيف تدخل الوراثة في النوم؟
دراسة جديدة نشرت في مجلة Neuron تعمل على حل هذه القضية، نظر الباحثون إلى عائلة بها طفرة جينية تضمن شعورهم بالراحة على الرغم من أنهم ينامون أقل من 8 ساعات في الليلة.
قبل الخوض في البحث، من المهم فهم الوظيفتين اللتين تدخلان في النوم بشكل أساسي:
الوظيفة الأولى هي الساعة البيولوجية، الإيقاعات اليومية هي في الأساس ساعة الجسم الداخلية، إنها تحدد الأوقات التي يشعر فيها الجسم بمزيد من اليقظة وكذلك الأوقات التي يرغب فيها الجسم في النوم.
يدرس هذا البحث النظام الثاني، الذي يسمى محرك التماثل الساكن (homeostatic drive) أو محرك الاستتباب الذي يعمل كمؤقت داخلي أو عداد، باختصار كلما طالت مدة استيقاظ الشخص زاد الضغط للحصول على قسط من النوم.
أوضح الدكتور جيسي ميندل، طبيب الأعصاب في مركز ويكسنر الطبي التابع لجامعة ولاية أوهايو والمتخصص في طب النوم: “إن هذا الدافع لديه الكثير من التباين بين الأشخاص”.
قال ميندل لصحيفة Healthline: “ستسمع الناس يقولون إنهم بحاجة إلى الحصول على 8 ساعات من النوم ولكن الحقيقة هي أن هذه الساعات تختلف من شخص لأخر حتى يقول أنه يشعر بالراحة”.
تعمل الإيقاعات اليومية ومحرك الاستتباب بشكل متناغم للتأثير على أنماط النوم، لمعرفة المزيد اعتمد باحثو جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو على النتائج السابقة لدراسة السبب الجيني لذلك، حيث قال الدكتور لويس بتاتشيك ، طبيب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو “هؤلاء الأفراد مثيرون جداً للاهتمام حقاً، إنهم ينامون من 4 إلى 6 ساعات كل ليلة ويشعرون بالراحة عند الاستيقاظ. إنهم ينامون أقل بكثير مما ينام الشخص العادي خلال حياتهم “.
هذا المتغير الجيني الذي يجعل الناس يقضون فترة نوم قصيرة بشكل طبيعي هو مستقبل مركب يسمى الأدينوزين، تعتبر مستقبلات الأدينوزين أحد الأهداف التي يؤثر بها الكافيين وتشارك أيضاً في عوامل بيولوجية أخرى.
أوضح بتاشيك: “عندما قمنا بتعيين هذا الجين واستنساخه ، كان الأمر مثيراً للغاية، لأن هذا كان أول دليل مباشر على أن هذا الجين وهذا المستقبل لهما دور مباشر في استتباب النوم أو تنظيم النوم”.
ماذا يعني ذلك؟
يقول الخبراء إن البحث يفتح عدداً من الاحتمالات النظرية المثيرة للاهتمام.
حيث كلما طالت مدة بقاء الناس مستيقظين، فإن ذلك يؤثر على وظائفهم الإدراكية واتخاذ القرار ويؤثر على عواطفهم وسلوكياتهم، لذلك إذا كان بإمكانك التأثير على محرك الاستتباب فقد لا تحتاج إلى قدر كبير من النوم كما هو الحال حالياً وهو احتمال نظري يمكن التفكير به.
يقر بتاتشيك بأنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه الروابط بشكل أفضل، لكنه يقول إن أي شيء يساعد الناس على النوم بشكل أفضل مفيد من وجهة نظر الصحة العامة وقال: “نحن نعلم أن الحرمان المزمن من النوم يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض عديدة: السرطان من أنواع عديدة وأمراض المناعة الذاتية والأمراض النفسية وما إلى ذلك”.
“إذا تمكنا من تطوير أدوية تساعد الناس على النوم بشكل أفضل والنوم بكفاءة أكبر فإننا نعتقد أنه يمكن أن يكون لها آثار كبيرة لتحسين صحة الإنسان بشكل عام”.
اقرأ ايضاً هل شرب الماء بكثره له اضرار على نومك؟
تسوق من مفارش ميلين
شكراً لكم على القراءة
نرجو لكم نوماً هانئاً
Leave a comment
Sign in to post your comment or sign-up if you don't have any account.